كشفت مراجع إعلامية، الثلاثاء، عن نجاح الجيش الوطني الشعبي مؤخرا في إحباط مخطط إرهابي خطير، حيث سعى فصيل إجرامي على صلة بما يسمى "تنظيم داعش" لتنفيذ عدة عمليات إجرامية في شهر رمضان الحالي، أبرزها نسف المركز التجاري "بارك مول" في قلب مدينة "سطيف"، وهو الأكبر من نوعه في الجزائر.
استنادا إلى ما نقلته جريدة "المساء" الحكومية عن مصادر وصفتها بـ "الموثوقة"، فإنّ المؤسسة العسكرية تمكنت من إفشال المخطط المذكور بتحييدها عناصر مجموعة إرهابية خطيرة بحر شهر ماي الأخير ببلدية القلتة الزرقاء التابعة لمنطقة "وادي العطش" شرق سطيف.
وأفيد أنّ عملا استخباراتيا جرى التخطيط له بدقة عالية أفضى إلى الإطاحة بمجرمين ظلوا يتحركون على مستوى ولايات بومرداس، باتنة وجبال البابور، وذكر التقرير أنّ هؤلاء الذين تمّ القضاء عليهم قبل شهر، ضمّوا في صفوفهم انتحاريين كانوا بصدد التحضير لأعمال استعراضية مروّعة في شهر الصيام عبر عدد من الأماكن العمومية والمراكز التجارية، وأهمها "بارك مول" وسط عاصمة الهضاب، وهو أكبر مركز تجاري في الجزائر حيث يتكون من 18 طابقا ويتوفر على فندق من سلسلة "ماريوت"، وتم افتتاحه في فيفري الماضي، ويستقطب ما يربو عن الخمسة آلاف زائر يوميا.
ووفق المصادر ذاتها، فإنّ جماعة "القلتة الزرقاء" التي قُتل ثمانية من عناصرها أواخر ماي المنقضي، مرتبطة بما يسمى "تنظيم الدولة" (داعش)، وجرى القضاء على الثمانية إرهابيين المذكورين غداة كمين محكم إثر تنقلهم بين ولايتي جيجل وباتنة على متن مركبة تجارية من نوع (بوكسير)، وجرى استرجاع حينذاك: ست بنادق آلية نوع كلاشنيكوف، بندقية نصف آلية نوع (سيمينوف)، مسدس من نوع (بيريطا)، بالإضافة إلى حزام ناسف وقنبلتين تقليديتين وكمية معتبرة من الذخيرة من مختلف العيارات.
ومن بين الإرهابيين الثمانية الذين جرى تحييدهم، تمّ التعرف على هويات أربعة منهم، ويتعلق الأمر بكل من: آ ـ سالم "المدعو حمزة"، ط ـ عبد الحفيظ المدعو "أيوب"، "ع ـ عبد الوهاب" المدعو "هارون"، و"س ـ محمد" المدعو "يعقوب".
وبهذه الخطوة الاستباقية، يكون الجيش جنّب الجزائر كارثة حقيقية في خضمّ خطط التعفين والتشويش التي يسعى مهندسوها للتكالب على البلاد في ظرف حساس للغاية.
والأكيد، إنّ الجزائر التي انتصرت في ''حرب تقليدية'' على الدمويين، مدعوة لخوض جولة حاسمة بأدوات جديدة، بغرض صدّ أي مخاطر محتملة، لذا يرى محللون، بحساسية انتصار الأجهزة الأمنية لتكتيكات مغايرة، عبر مواصلة تحصيل معلومات ميدانية تتعلق بنشاط فرق الموت، والتحرك السريع لإحباط شبح أي اختراقات، على منوال نجاح القوى الأمنية في تفكيك ما كان يسمى تنظيم "جند الخلافة".
المصدر: الشروق